3- سورة البقرة 3
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .
السؤال : الله يطلب من الملائكة السجود لآدم وهذا غير منطقي فالملائكة أعلى مرتبة من البشر وهي مخلوقات روحية والبشر من التراب , ثم كيف يطلب الله لأحد السجود لغيره ؟ ثم من هو ابليس وهل أصبح من الكافرين نتيجة عدم سجوده لآدم هنا. وإذا كان عدم السجود لغير الله صحيح وواجب يكون ابليس افضل من الملائكة
ثم لم يقل من هو آدم هذا , هل يحتاج قارىء القرآن للكتاب المقدس لكي يعرف من هو آدم وكيف خلق ؟؟؟
قول الشيخ العلامة السلفي الألباني رحمه الله بأن ابليس لم يك مصدقا ليس بصحيح ومخالف لظواهر النصوص مثل قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرين ) . فبين الله سبب كفر ابليس وهو الاستكبار ولو كان كما قال الشيخ لقال تعالى : وكان من المكذبين.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في المدارج: " وأما كفر الإباء والاستكبار فنحو كفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الكفر: (وكفر إبليس وفرعون واليهود ونحوهم لم يكن أصله من جهة عدم التصديق والعلم، فإن إبليس لم يخبره أحد بخبر، بل أمره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر، وكان من الكافرين، فكفره بالإباء والاستكبار وما يتبع ذلك، لا لأجل تكذيب، وكذلك فرعون وقومه جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوًّا...)
وقال العلامة ابن القيم كذلك عن كفر الاستكبار :
" ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول، وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل".
وقال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – عن هذا النوع: (... وإن انتفى عمل القلب، وعمل الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف باللسان فكفر عناد واستكبار، ككفر إبليس، وكفر غالب اليهود الذين شهدوا أن الرسول حق ولم يتبعوه..).
وقول العلامة الألباني بأن الايمان لغة هو التصديق خطأ من عدة أوجه كذلك كما بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" و لا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم و يجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق و يتعاونوا على البر و التقوى, ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة و غايات محمودة يحمد عليها سبحانه و لا يعلم تفاصيلها سواه ومن ذلك التمييز بين أوليائه و أعدائه و التمييز بين المجتهدين في طلب الحق و المعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى".
لمزيد فائدة، قال العلامة ابن القيم - رحمه الله- ما نصه:"ونحن نقول الإيمان هو التصديق ولكن ليس التصديق مجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيمانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين وقد قال تعالى فإنهم لا يكذبونك 6 سورة الأنعام / الآية 33 اي يعتقدون أنك صادق ولكن الظالمين بئايات الله يجحدون 6 سورة الأنعام / الآية33 والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا 27 سورة النمل / الآية 14 وقال موسى لفرعون لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر 17 سورة الإسراء / الآية 102 وقال تعالى عن اليهود يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 2 سورة البقرة / الآية 146 وأبلغ من هذا قول النفرين اليهوديين لما جاءا إلى النبي وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا نشهد أنك نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي قالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود النسائي رقم 4078 الترمذي رقم 2734 و 3143
فهؤلاء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام ،فالتصديق إنما يتم بأمرين :
أحدهما اعتقاد الصدق
والثاني محبة القلب وانقياده " اهــ الصلاة وحكم تاركها.
فكما ترى أخي القارئ فإن التصديق لا يتم عند الإمام ابن القيم ولا يُعتبر تصديقاً إلا إن اجتمع فيه العلم والعمل، العلم الخبري والانقياد العملي، فالتصديق : ( تصديق خبري عملي)( علمي عملي) ...
ويشهد لهذا قوله تعالى:"وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
فهنا لما قام ابراهيم عليه السلام للشروع بالعمل الذي أمر به في المنام إمتثالا لله وطاعة له، قال له سبحانه:" قد صدقت الرؤيا"..
__________________
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .
السؤال : الله يطلب من الملائكة السجود لآدم وهذا غير منطقي فالملائكة أعلى مرتبة من البشر وهي مخلوقات روحية والبشر من التراب , ثم كيف يطلب الله لأحد السجود لغيره ؟ ثم من هو ابليس وهل أصبح من الكافرين نتيجة عدم سجوده لآدم هنا. وإذا كان عدم السجود لغير الله صحيح وواجب يكون ابليس افضل من الملائكة
ثم لم يقل من هو آدم هذا , هل يحتاج قارىء القرآن للكتاب المقدس لكي يعرف من هو آدم وكيف خلق ؟؟؟
قول الشيخ العلامة السلفي الألباني رحمه الله بأن ابليس لم يك مصدقا ليس بصحيح ومخالف لظواهر النصوص مثل قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرين ) . فبين الله سبب كفر ابليس وهو الاستكبار ولو كان كما قال الشيخ لقال تعالى : وكان من المكذبين.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في المدارج: " وأما كفر الإباء والاستكبار فنحو كفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الكفر: (وكفر إبليس وفرعون واليهود ونحوهم لم يكن أصله من جهة عدم التصديق والعلم، فإن إبليس لم يخبره أحد بخبر، بل أمره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر، وكان من الكافرين، فكفره بالإباء والاستكبار وما يتبع ذلك، لا لأجل تكذيب، وكذلك فرعون وقومه جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوًّا...)
وقال العلامة ابن القيم كذلك عن كفر الاستكبار :
" ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول، وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل".
وقال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – عن هذا النوع: (... وإن انتفى عمل القلب، وعمل الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف باللسان فكفر عناد واستكبار، ككفر إبليس، وكفر غالب اليهود الذين شهدوا أن الرسول حق ولم يتبعوه..).
وقول العلامة الألباني بأن الايمان لغة هو التصديق خطأ من عدة أوجه كذلك كما بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" و لا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم و يجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق و يتعاونوا على البر و التقوى, ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة و غايات محمودة يحمد عليها سبحانه و لا يعلم تفاصيلها سواه ومن ذلك التمييز بين أوليائه و أعدائه و التمييز بين المجتهدين في طلب الحق و المعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى".
لمزيد فائدة، قال العلامة ابن القيم - رحمه الله- ما نصه:"ونحن نقول الإيمان هو التصديق ولكن ليس التصديق مجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيمانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين وقد قال تعالى فإنهم لا يكذبونك 6 سورة الأنعام / الآية 33 اي يعتقدون أنك صادق ولكن الظالمين بئايات الله يجحدون 6 سورة الأنعام / الآية33 والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا 27 سورة النمل / الآية 14 وقال موسى لفرعون لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر 17 سورة الإسراء / الآية 102 وقال تعالى عن اليهود يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 2 سورة البقرة / الآية 146 وأبلغ من هذا قول النفرين اليهوديين لما جاءا إلى النبي وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا نشهد أنك نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي قالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود النسائي رقم 4078 الترمذي رقم 2734 و 3143
فهؤلاء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام ،فالتصديق إنما يتم بأمرين :
أحدهما اعتقاد الصدق
والثاني محبة القلب وانقياده " اهــ الصلاة وحكم تاركها.
فكما ترى أخي القارئ فإن التصديق لا يتم عند الإمام ابن القيم ولا يُعتبر تصديقاً إلا إن اجتمع فيه العلم والعمل، العلم الخبري والانقياد العملي، فالتصديق : ( تصديق خبري عملي)( علمي عملي) ...
ويشهد لهذا قوله تعالى:"وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
فهنا لما قام ابراهيم عليه السلام للشروع بالعمل الذي أمر به في المنام إمتثالا لله وطاعة له، قال له سبحانه:" قد صدقت الرؤيا"..
__________________